17-02-2024 11:03 AM
سرايا - أشد المتفائلين وأكثر المثبطين لم يتوقعوا هذا الإنجاز التاريخي الذي حققه منتخب النشامى في بطولة آسيا الأخيرة والتي أقيمت في دولة قطر الشقيقة.
القصة بدأت من القائمة التي وضعها المغربي الحسين عموتة لتشارك في نسخة آسيا 2023، والتي ضمت نجوما كانوا على قدر المسؤولية والتفاني في الأداء لإسعاد شعب لطالما انتظر الفرح الكروي.
القائمة التي انتقاها عموتة بعناية ضمت أبرز النجوم في الدوري المحلي ومعظم النجوم المحترفين في الخارج على غرار الثلاثي الناري في الهجوم TNA "التعمري والنعيمات وعلوان".
تصريحات اللاعبين منذ انتصارهم الأول الكاسح على ماليزيا كانت واضحة خرجوا على وسائل الإعلام موحدين كلمتهم متخذين شعارًا واحدًا "هدفنا الوصول الى لوسيل" لتعنون به الصحف المحلية والعالمية.
وهذا ما حصل بالانضاط التكتيكي والإيمان هيمن لاعبونا على مجريات لقاء كوريا في دور المجموعات لتنتهي المباراة بتعادل اقتنصه الكوريون بالرمق الأخير لتنتهي المواجهة بهدف لكل منتخب، أما عن مواجهة البحرين الأخيرة في دور المجموعات فسيرها عموتة كما يحب لمواجهة من يريد.
مواجهة دور الـ 16 عشر لربما كانت الأصعب من بين المواجهات كلها أمام منتخب عراقي عنيد، النشامى ساروا في هذه المواجهة على خطة محكمة عادوا بها من بعيد محققين انتصارًا صعبًا.
النشامى عاودوا الكرّة وساروا على سكة الانتصارات برأسية ديارا في مرمى طاجكيستان والتي أعادت مواجهة كوريا في مربع الكبار.
مواجهة الكوريين في نصف نهائي البطولة خاضها عموتة وأبطاله النشامى برجولية عالية سجلوا فيها هدفين من وحي الخيال ومنعوا الشمشون من الاقتراب لمرمى أبو ليلى لتنتهي المباراة دون خلقهم ولو لتسديدة واحدة.
نهائي لوسيل أمام قطر غاب عنه التوفيق، وقلة التركيز للاعبي النشامى في بعض الأحيان منعت تسجيل أهداف محققة لتنتهي المواجهة بتتويج النشامى وصيفًا للبطولة أمام أنظار العالم أجمع.
النتائج التي حققت والأرقام التي كسرت فضلها يعود للأرواح التي امتزجت بروح واحدة وقاتلت حتى الدقائق الأخيرة متحلية بانضباط تكتيكي عالمي ممتع يسير على نهج الكبار.
هذا الوصول رفع من سقف الطموحات الكروية في الأردن على كافة المستويات العمرية وهيئة الفرصة لهذا الجيل وما يتبعه من أجيال قادمة للنهضة وكتابة صفحات كروية أجما من التي كتبت في السابق واضعين شعار "لا يأس مع النشامى ولا نشامى مع اليأس".